تجعل الحاجة منك آلة لا تتقن سواها .. تمارسها بلا شعور.. ولا تبالي بالضرر من حولك
ما أوجع الحاجة حين لا تُقضى .. وما أبشعها حين تكون في يد الآخر ولا يشبعها عرق جبينك
و لا سهر ليلك ولا سعة علمك ولا قرش جيبك ولا حتى حواجز عزة نفسك العالية المحصنة.
لا شيء أبشع من الحاجة حين تتحول اليد المليئة إلي يد تبطش قبل أن تعطي , تكسر يد السائل فلا تُقضى حوائجه إلا بالآخر .
أن يعطي الله سبحانه البعض القدرة على قضاء حوائج الناس شيء من أعظم النعم الذي يخص بها أناسا عن من
سواهم ,
فالحين الذي يتخبط البشر سعياً فالأرض بحثا عن ملئ لفراغات حياتهم وأبدانهم وأرواحهم ..
ولكن البعض يتحول إلى شيء لا يشبه صور العطاء ولا آدابه..
إلى قوة صلبة .. إلى قوالب كبر وسوء تعامل
و ( قلة أدب ) ... !
فتصبح الرحمة قولا قديم له معان فالمعجم غير معروفة .. و كأننا نتحدث عن مفردات لغة أعجمية
زجت بها العصور في معاجمنا وبقيت حبيسة لها مجهولة الهوية والاستخدام .
ما أوجع المرض و أغلى الصحة حين يتحول الطبيب إلى كتلة من الكبر ,
من الـ لا احترام لكبير و لا مراعاة لجاهل وأُمي .. وطفل صغير .. وكأنه ولد عالماً !!
ما أبشع كِبر الصغير حين يكبر , و أعظم الفرق بين من يقضى حوائج الناس فالدنيا .. فتقضى حوائجه فالآخرة
و بين من يقضى حوائج الناس من أبراج لا يسمع الأنين منها ولا الهمس ولا يرى بريق الدموع وزوايا الكرامة المتشققة
والتي تمزق الجوف والوجدان حين تمتد اليد المحتاجة ويصرخ الصوت المستنجد .
اللهم لا تحوجنا لغيرك
و أغننا بك عن من سواك
و أجعلنا ممن يقضون حوائج الناس وكربهم بما أعطيتنا من علم ومال وصحة ..
فتقضى حوائجنا
وتفرج كربنا يوم لا ظل إلا ظلك ..
بعد تجربة دوام بشعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق