الأحد، 9 نوفمبر 2008

السبت، 8 نوفمبر 2008

لغة المسافة

(1) مجرد ذكر اسمك يملأ عيناي بالدموع الحبيسةِ
خلف أبواب الكبرياء الموصدة وخوف السقوط في فخ الجزع المؤلم
مجرد ذكر اسمك يملأ عيناي بالدموع الحبيسة
بين المساحاتِ الـــشـــــاســعــــةِ التي تفصل
حقيقة ما أرى
عما يترآءى إلي
همسة,,
يصبحُ للاشتياقِ فلسفةٌ تُقاسُ بمقياسِ المسافةِ والحواجز
حين يغدو الانتظار زمناً تتحول قيمته المعنوية إلى مساحاتٍ ومسافاتٍ ماديةٍ-علّها تقربنا-
.......يتنفسها
يتذوقها
ويؤمن بها كل محب مشتاق..
مغترب..
وعينا طفل تترقب كل باب يفتح
وكل ريح تهب لتحمل له إشارة قدومِ أمه الغائبة..
صوت قلوب الأحبةِ الباكيةِ على قلب كان بينهم توقف عن النبض
(2) مجرد ذكر اسمك يقلص أكوام الهموم
هربت حيث لا أحد
بحثاً عن بقعةٍ تسع أقدامي
كل الأماكن زحام وقتال محموم..
رفعت يدي إليك ربي إلهي ..ملاذي ..
تعلم أني مظلوم..
اتسع قلبي ليسعني وأسكنتُ معي فيه الكون

(3) كيف لذكر اسمك كل هذة الطاقة السلبية
ينتشلني من ذاتي التي أبني من جديد
يخطفني من عالمي
..بيتي
..اهلي
..وأوراقي التي أرتب من جديد
لأضيق وأبعد مناطق الوحدة
حيث رحلت تماماً
وأُكبَلُ بسلاسل من حديد
ثم يرميني ليعيدني كتلة نار محمومة وصديد
أُحطِّمُ كل ما بنيت بنفسي
لأبدأ كعادتي دوماً بعد ذكر اسمك (ولا أنتهي) من جديد
(4)
..............
مساحة فارغة
علِّي أملأها قريباً حين يزورني الإلهام
أو علكم تفعلون دوما هناك (مــتـــســـع)
(6) مجرد ذكر اسمك
تخنقني رعشةُ الشهيق
أثناء محاولاتي الدؤوبة
لسرقة فُتاتك من الهواء والأذهان والألسن
فتزهر أطراف الطريق مجرد ذكر اسمك
أشعر بروح صغيرةٍ..داخـــــــل روحي
تدغدغها
تهددها بالفرار حيثُ انت
أشتاط غيرةً
أُقاومها..
أُراوغها بشهيق ..وحب قليل الحيلة
فتستقر في اعلى القلب
وتضغط على حنجرتي لأصاب بغصة ..
تُحرِّمُ عليَّ الحديث في حضرة اسمك
.......حيرة
(((أخيرا)))
ها قد أتى الغد
بعد ماض استنزف مني كل ما قد يُسلبُ من انسانيتي الغضة
بالطول و بالعرض
..عندما رحلت و قد كنتَ جمالا ..
وجدت نفسي التي أحاول أن أتمالك مشوهة ..
تقززت منها حتى تركتها بلا حيلة و لا رفيق
تقززت و رميت بها بعيدا عن كل روح .. و حي
حتى آثر الغير علاجها ..
و تنقلت بين عيادات المحبين و الشامتين
و (كل يفتي من كيسه) .. لتقرير مصير تلك الجثة التي لم اميزها و ليتني لم أعرف من قبل
كل يسكب دواءه الذي يعتقد ...
وحين تأكدت أن دائي منك عضال لا بد منه و لا دواء
قررت التخفي.. و غطيت ذاتي القبيحة عني ( بالمسؤوليات و الواجبات )
و لبست رداء طويلا ثقيلا .. يجر ذيله قاذورات الطريق ..
و ها قد أتى الغد .. بعد أن أمطرت السماء يوما ..
و مسحت أوجاعي و طهرت أرجائي ..
بعد أن قذف لي الرب من فوق سبع سماوات نفسا .. وروحا ورحمة
ها قد أتى الغد .. بعد أن عشت أمسا بدونك أمر على نفسي
من جمال العشرة
وأطول في شبكة ذاكرتي من تلك الذكريات التي أحب
ها قد أتى الغد الذي يذكر فيه اسمك فيزلزل أعماقي و يهدم قصور الجمال فيها
بعد أن كان ذكره يزلزل أعماقي فينبت من بين الشقوق زهرا أقدمه لك

أهازيج المطر

(1)
حين تُغزل الصلوات .. وتحاك الدعوات
(اللهم اسقنا غيثا مغيثا ..
ممزوجة بـ (يا رب اشف أحمد
(سبحان الذي سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته )
و تمتمات (يا رب أنجح ..(اللهم ارزقني (اللهم وفقـ ( اللهم سلم اللهم سلم اللهم سلم
ودموع لا تظهر بين قطرات السماء و عرق الجبين و المقل
يلتقط فلاش البرق تلك الصور ..
ويرسلها إلى رب يقول ( ادعوني أستجب لكم )
(قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)
(إذا تقرّب العبد إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاّ وإذا تقرب أليّ ذراعاً تقربت أليه باعاً وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة )
(2)
حين يهطل المطر
يُمسح الغبار الكامن فوق بقايا أجزاءك داخلي
أصاب في أوله بنشوة ..
سعادة
رغبة بالتنفس ,, بالشهيق حتى أطراف أصابعي لأحيي شيئا بداخلي كامن
أخاف عليه أن يموت
كبداية كل قصة حب
أزفر بتحفظ
وحين يتوقف المطر
وفي أخره .. يأس وبلل ..كنهاية كل قصة حب
أتعلم بأن قصتي معك تشبه المطر
حين بدأت وحين انتهت
حتى أن بكائي عليك وهذياني من بعدك وتخبطي الذي طال كان لذيذا حين هطوله
كريما .. ومريحا
ولكن أبشع ما في البكاء .. هو حالة ما بعد البكاء ..
وما بعد المطر
حين يصبح كل شيء واضح .. نقي .. صادق
حين تتضح الرؤية وتُشاهَدُ التفاصيل وتًذبُلُ الكًذِبات .. وتظهر الصورة الكاملة
ممسحوة من المراوغة والمكابرة .. فارغة منك ..
صورتي وحدي
فتلتصق روحي الفارغة بالحزن الخفي كالتصاق الملابس المبللة بتفاصيل جسد
بعد رحيلك ..
(الصدق آخر ما أبحث عنه ) لأن الصدق والحقيقة يا أنت ............ أني مازلت أحبك

(3)

وكلما أمطرت سماءنا

لي موعد مع ادعاء الخوف من المطر

فتفتح لي جناحك المديد

واختبئ

.. بالأمس نظرت إلى السماء

من الشرفة

نزلت إلى الفناء

مستميتة رغبتي اليوم فالمطر

لأنك هناك

غضبان مني

وكبريائي ..آه من كبريائي يمنعني

فاضت بي الحيل

أهمس في عتاب (أين أنت يا مطر )

لأمارس حيلة الخوف من المطر ! ...

.. اليوم أنت ذاهب

وأمطرت سماءنا

اجلس هنا يا صاحبي

لا تدعني

أفتح لي جناحك المديد

لأختبئ

ليس لشيء إلا أني أخاف من المطر

( ... ) عينــــــــــــــــاك غابتا نخيل ٍ ساعة السحر
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
و SS ترقص SS الأضواء … كالأقمار في نهر
يرجّه المجداف وهناً ساعة السَّحر
كأنما تنبض في غوريهما النُّجوم
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحر سرح اليدين فوق المساء
دفء الشتاء فيه و ارتعاش الخريف
والموت,، والميلاد,، والظلام,، والضياء,
، مطر ..مطر ..مطر
(فتستفيق) ملء روحي رعشة البكاء
و نشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر !
- كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم -
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر …
.. ..وكركر الأطفال في عرائش الكروم
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطر …مطر …مطر …مطر …
تثاءب المساء
والغيوم ما تزال
تسحُّ ما تسحُّ من دموعها الثقال
كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام:
بأن أمه التي أفاق منذ عام
فلم يجدها ,,
ثم حين لجّ في السؤال
قالوا له : " بعد (غدٍ) تعود"
((لا بدّ أن تعود,,
.. .. وإن تهامس الرفاق أنها هناك
في جانب التل تنام نومة اللحود
تسف من ترابها وتشرب المطر
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
و يلعن المياه
و ينثر الغناء حيث يأفل القمر
مطر …مطر …
أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعث المطر؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع (بلا انتهاء)
كالدّم المراق،,, كالجياع كالحبّ ،, كالأطفال ،, كالموتى .. هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
و عبر أمواج الخليج تسبح البروق
و سواحل العراق بالنجوم والمحار،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثار
أصيح بالخليج : (( يا خليج يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى !))
فيرجع الصدى كأنّه النشيج : ((يا خليج يا واهب المحار والردى)) أكاد أسمع العراق يذخر بالرعود
ويخزن البروق في السهول والجبال،
حتى إذا ما فض عنها ختمها الجبال
لم تترك الرياح من ثمود في الوادي من أثر… أكاد أسمع النخيل يشرب المطر
وأسمع القرى تئن
والمهاجرين يصارعون بالمجاديف وبالقلوع
عواصف الخليج، والرعود
منشدين:مطر …مطر …مطر …
وفي العراق جوع
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوفان والحجر
ورحىً تدور في الحقول …
حولها بشر
مطر…مطر…مطر
وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع
ثم اعتللنا – خوف أن نلام – بالمطر-
…مطر…مطر…مطر
ومنذ أن كنا صغار
كانت السماء تغيم في الشتاء
ويهطل المطر
وكلّ عام – حين يعشب الثرى –
نجوع (ما مر عام) والعراق ليس فيه جوع
مطر…مطر…مطر…
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهور
و كلّ دمعةٍ من الجياع و العراة
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
-(( في عالم الغد الفتي.. واهب الحياة!))-
مطر…مطر…مطر…
سيعيش العراق بالمطر..
أصيح بالخليج : ((يا خليج يا واهب اللؤلؤ، والمحار، والرّدى!))
فيرجع الصدى كأنّه النشيج : ((يا خليجيا واهب المحار والردى))
وينثر الخليج من هباته الكثار..على الرمال: رغوه الأجار
والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج والقرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرّحيق من زهرة يربها الفرات بالندى.
وأسمع الصدى يرن في الخليج مطر …مطر….مطر…
في كل قطرة من المطر حمراء أو صفراء من أجنَّة الزهور..
وكل دمعة من الجياع والعراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ توردت على فم الوليد
-((في عالم الغد الفتي,, واهب الحياة))-
ويهطل المطر بدر شاكر السيّاب

(...)

أخاف أن تمطر الدنيا ولستِ معي

فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر

كان الشتاء يغطيني بمعطفه

فلا أفكر في برد ولا ضجر

كانت الريح (تعوي) خلف نافذتي

فتهمسيـــــن : تمسك هاهنا شعري

وألان اجلس والأمطار (تجلدني)

على ذراعي
على وجهي
على ظهري
فمن يدافع عني يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين و البصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب
مثل النقش في الحجر
أنا احبك يا من تسكنين دمي
إن كنتِ في الصين
أو إن كنتِ في القمر ..
نزار قبّاني

عالهامش //
يبدو أن للشدة ( ـــّ ) علاقة مباشرة بالإبداع (السيـّاب / قبّاني ) ,,,,,,,,,,,,,,, يعني أغير أسمي (فاطمــّة ) ,,,,,,,,, ^_^ ..
** أشعر بأني سأندم على نشر هذياني الذي تخلل (يارب اليوم ينزل مطر ) و (شيتات المايكرو) و (طقطقة الكيبورد في كل مالا يتعلق بالمايكرو بين الحين والآخر)
وقبل الدوام بساعة ,,

** كل الأماكن تشبه بعضها حين تمطر ..
تصبح جده لندن .. وتصبح دمشق الأسكندرية
إلا العراق لا تشبه أي مدينة

لأنها تمطر نارا