الخميس، 25 ديسمبر 2008

المشهد الأول

(حين تجوع الأحلام)

استيقظت على غير عادتها في عجلة ,وكأنها تهربُ من حالٍ كانت فيه ,تخافُ أن يراها أحدٌ عليه

تفحّصَت وعيهُ بجوارها وكان نائماً بسلام ..

جلست على مقعدها الذي تلازمهُ طوالَ نهارها الكسول والذي تمارسُ فيه هوايةَ الانتظارِ اليومية ,وفاحشةَ أحلامِ اليقظة

وهي تنظرُ إليهِ وتسمعُ خفقاتِ قلبها المدوية وكأنها تهددها بفضيحةٍ وشيكة..

(لم أحلُم بك منذ تزوجتُك .. لم أحلُم بك ............. يا إلهي لم أحلُم به ..

فمنذ زواجِنَا بدأتُ أرى فيك أشياءً لم أكن أعرِفُها تسرقُ منكَ الكثير .. من أجزائك التي حملتها لك في قلبي الكثير

أشياء عادية لا أحكي لأحدٍ عنها فيقولُ لي الآخر أن لا أهدِمَ بيتي و (أستعيذ من أبليس)

أشياء مثل أنك لا تحلم ..

لا تهتم لحالِ أحدٍ غيرك .. وبيتك ومستقبلك.

ربما كنت أنا ضمن الحسابات التي تهتم لها لأني جزءٌ من بيتك ومستقبلك ,وليس لأني أنا ..

كيانٌ يهمك ..روحٌ تعتني بها .. و امرأة تُحِبُّها.

وأنا أبحثُ عن وطنٍ في قلبِ رجل .. أنتَ لا تهتم بي إلاّ لأنّي امتدادٌ لوجودِك ..

وأنا لستُ امتدادً لوجودِ أيِّ أحد ..أياً كان .. وأنا أبحث عن رجل يهتمُّ لوجودي كما يهتمُّ لوجوده

لم تأتِ لي يوما لتقول (لم أصبحنا هكذا .. لم تحب زوجة أخي عمار .. عمارا أكثر مما تحبيني ؟!

لم تخترقُ ضحكاتهم كل ليلة صمتنا وتحرقُ عباءةَ صوت التلفاز التي أخفي بها حناجرنا المشوهة !

لماذا لا تقبليني .. لم لا ترقصين كهيفا وهبي وتصبغين شعرك كتشارليز ثيرون ولست بقوام إيفا !

ولا حتى لتغيظني ,,

لا تحلمُ بأفضل مني ومما أقدمه لك .. وأنا لا أقدمُ لك إلا القليل ,أو اللاشيء .. لا أقدم لك أفضل ما عندي

و لا أبذل لك أي جهد أو حب .. وأنا لدي الكثير.

لأنك لن تنتبه ..

وان انتبهتَ .. لن تشعر

وأن شعرتَ .. لن تتذكر

وان تذكرتَ .. لن تعاملني بالمثل ..

ولن تُطالِبَ بالمزيد أو ترفضَ القليل

فتشت عن أثرٍ لرجلٍ ثائرٍ يشعرُ داخلك ..قلَّبتُ دفاترك وقوائمَ أرقامك وماضيك وتحركاتك ..

بحثتُ في روائحِك وثناياك عن رائحة لرجلٍ يحلم بامرأةٍ أخرى غيري , ولكنّي لم أجد ..!

عن رجل عاش قصةَ حبٍ حطّمت أحلامه ..ولكني لم أجد أطلالاً لأحلامٍ محطمة !

لا أصدق كلما نظرتُ إلى عينيكَ أن لا حديث مثير يحدثُ خلفها .. كحال حديثنا حول الطاولة !

لا اصدق أن لا نزوة ولا رغبة ولا صورة تخيطها فوق وجهي كلما نظرت إليه لتقوى النظر إلى

كل هذه الأوقات بهذا البرود ودون أن أستفز رفضك ..

كنت بريئاً من الحلم وخالياَ منه حتى أصبحتَ تشبهُ كل الأشياء العادية في كل مكان

كقطعةِ أثاث .. كإشارةِ مرور .. كورقة .. كأيّ شيء

لم أحلُم بك لأنك أصبحتَ عادياً جداً .. وأصبحتُ عاديةً في نظرك أيضاً

لأنك أصبحتَ مستفزاً لذكرى الغير أياً كان والأنثى الساخطة المتطلبة داخلي فأتجنبك منعاً لضررٍ اكبر

ولكني لم أحلم بأحدٍ غيرك.. واليوم فعلت

شهيق .. زفير .. شهيق .. زفير .. شهيق ...................

حتى الأحلام تخون ؟!