الثلاثاء، 7 يوليو 2009

قراءة ركيكة في ,, (الصديق)

من هم أصدقائي (زنة) أسمعها في أذني مؤخرا وكثيرا
حاولت تجاهلها بحثا عن خلوة أحيانا , وهروبا من ضجيج الفكرة المدوي أحيانا أخرى
تعلمت منهم (الناس ولا أحد بعينه) ومن الدنيا التي جمعتني بهم أن بعض المشاعر لها أماكن خاصة تليق بها و أوقات تناسبها وبالرغم من محاولاتي الدؤوبة لأن أواكبهم وأرتقى بقلبي درجة في سلم النضوج العاطفي , إلا أني لا أكاد بأن أتحول من جديد إلى نحلة تحوم في وسط السلم (تزن) كثيرا بحثا عن إجابة .. ربما تعود عليّ من يعرفني وعلى أسئلتي الملحة التي (تمسك معايا غلط) والكثيرة ولكنها أفكاري التي تأكلني وتعتصر وجداني.
تثيرني عقولهم وعقولكم .. ونفسياتهم ونفساتكم المتفردة في نوعها .. والتي لا تمتزج بالآخر ,,, لذا دوما أبحث عن الإجابة في شبكاتكم العصبيه
.. قل لي من صديقك أقل لك من أنت ..
أحتاج لك أن تقول لي من صديقي وساقول لك من أنت ومن أنا ..
لا أحتاج لأحد كي يعرِّف لي نفسي .. فأنا أعرفها جيدا .. حتى أني أود أن لا أعرف بعضا منها وأجهله ,
سأخبرك عن أسوأ ما فيا وأجمله .. ستظنني مهزوزة ولا أملك
من الثقة ما يكفي كي أعيبها بهذا الشكل
حتى تسألني عن ما يميزني فتراني تلك النرجسية والتي ستثير غضبك ربما .
أعرف نفسي جيدا ولأني أعرفها أفكر كثيرا فيهم .. من أعتبرهم أصدقائي , متى عرّفهم قلبي كأصدقاء وعلى أي أساس؟
وهل كنت واعية في ذلك الوقت لتلك المرحلة الانتقالية ..؟؟
أم أن قلبي يمرر بعضهم دون إذنٍ مني ؟لأنه وإن فعل ربما سأبقى وحيدة ..
قرأت مرة في مكان ما وزمن ما (strangers are friend waiting to happen)
حين أرى تلك التي تطلق لقب (نعم لقب وليس أي لقب) صديقة لكثيرين .. وتفرد زراعها وتغمر حضنها عند رؤية
الكثيرين. أشمئز ...نعم أشمئز بلا أدنى خجل ..
تسيطر على عقلي فكرة هي أنا تلك التي تثير الشفقة والاشمئزاز أم أنها هي .. ؟؟
ربما يتخيل البعض أني من أولئك الفتيات التي تجلس في آخر الصف لا يلحظن الكثير ولا يلحظهن الكثير .. ولكني لست
كذلك .. لدي العديد من الصديقات ..
ولكن مهلا بعيدا عنهم وبعيدا عني سأوهمكم وأوهم نفسي بأني أهمس فالوقت الذي
أتكلم فيه معكم هنا بقلب بارد وبلا أدنى خجل أيضا
( هم أصدقائي فعلا .. ؟ أنا صديقتهم فعلا ؟ )
أنا فتاه نتيجة ثقافة عربية معجزاتها (العنقاء والغول والصديق الوفي) ولكني أأبى أن أصدق أن لا صديق وفي حولي
هل أبالغ في تقديس هذا المعنى ؟ وهل أستحقه أنا ؟
هل من تعتبرهم أصدقائك .. يعتبرونك صديقا لهم أيضا؟ وهل أنت عند حسن ظنهم بك حتى بعيدا عنهم ؟
لديك من المصداقية داخلك لكي تجيب .. أم أنك تحتاج صديقك لنعرفك من خلاله ؟
هل تعرف من صديقك ؟ وهل تعرف من أنت ؟
قالو,,
شر البلاد بلاد لاصديق بها
المتنبي
وقال أيضا:
وحب العاقلين على التصافي
وحب الجاهلين على الوسام
وقال :
عدوك من صديقك مستفاد
فلاتستكثرن من الصحاب
فإن الداء اكثر ما تراه
يحول من الطعام أو الشراب
إذا انقلب الصديق غدا عدوا
مبينا والأمور إلى انقلاب
ولو كان الكثير يطيب كانت
مصاحبة الكثير من الصواب
ولكن قلما استكثرت الا
سقطت على ذئاب في ثياب
وقال :
ومن عرف الأيام معرفتي بها
وبالناس روّى رمحه غير راحمِ
فلاهو مرحوم اذا قدروا له
ولافي الردى الجاري عليهم بآثم
...
اذا المـرء لا يرعـاك الا تكلـفـا
فدعه و لا تكثـر عليـه التأسفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحـة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
فما كل من تهـواه يهـواك قلبـه
ولا كل من صافيته لك قـد صفـا
اذا لم يكن صفـو الـوداد طبيعـة
فلا خيـر فـي ود يجـىء تكلفـا
ولا خير في خـل يخـون خليلـه
ويلقاه مـن بعـد المـودة بالجفـا
وينكر عيشـا قـد تقـادم عهـده
ويظهر سرا كان بالأمس قـد خفـا
سلام علي الدنيا اذا لم يكـن بهـا
صديق صدوق صادق الوعد منصف
الشافعي
...
إذا اصطفيت امرأً فليكن
شريف النِّجار زكى الحَسَب
فنذل الرجالِ كنذلِ النَّباتِ
فلاَ للثمارِ ولا للحطب
ابو الفتح البستي
وقال أيضا
نصحتك لاتصحب سوى كل فاضل
خليق السجايا بالتعفف والظَّرفِ
ولاتعتمد غير الكرام فواحدٌ
من الناس إن حصَّلتَ خيرٌ من الألفِ
...
ماكنتُ مذ كنتُ إلا طوع خلاني
ليست مؤاخذةُ الإخوان من شاني
يجني الخليل فأستحلي جنايته
حتى أدل على عفوي وإحساني
إذا خليلي لم تكثر إساءته
فأين موضع إحساني وغفراني
يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً
لاشيء أحسن من حان على جانِ
أبو فراس الحمداني
...
وليس خليلي بالملول ولا الذي
إذا غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يديم وصاله
ويكتم سري عند كل دخيل
شاعر جاهلي
ماذا تقول أنت ؟

هناك تعليقان (2):

رنيمـ.. !! يقول...

استفزتني الركاكة الصادقة هنا ..

عزيزتي ..
الكثيرات منّا يعدون أنفسهم أصدقاء أوفياء .. بنات رجال .. أجاويد .. و هم لنا سند بعد الله و عضيد ..

هم فعلاً كذلك .. و قياس الصديق يختلف من شخص لآخر ..

عند حضرتي .. الصديق هو من لا أخجل من أكون"أنا" أمامه و معه .. هو شخص
اتكلم معه بكل ما افكر فيه بكل تلقائية .. اشعر معه بأمان الوقوع في الخطأ .. لأنه سيصوّبه ..
شخص كلما عاملته بجفاء .. يزيد لطفًا و مراعاة .. لأنه يثق تماما ان الجفاء ليس طبعي .. بل هو ردة فعل .. من خلل ما أمر فيه !!

شخص هنا .. في حاجتي و عدمها ..

عونًا لوصولي للهدف الأسمى "الفردوس" .. لا عبء عليّ .. و لا معرقل !! .. على فكرة .. دا أهم شي :)

الصداقه مهمة فطوم .. و إن لم نجدها بالشكل الذي نتصوّر في أمخاخنا أنه الأفضل .. نحن احيانًا لا نعي الأفضل .. حتى نخسره ..

عني .. أحاااول .. أن أكون الصديق الأفضل .. أحاول .. و ياكثر مافشلت ..

ومضة مهمة :
علمتني إحدى اللواتي أثق تمامًا في طريقة تفكيرها .. "حكمة القنافذ"

يُحكى أن .. في إحدى الليالي الباردات في الغابة .. اقتربت الحيوانات من بعضها لتنعم ببعض الدفء .. حاولت القنافذ أن تحذو حذوها .. فوخزت بعضها بالإبر !!
لذا قررت أن تقترب من بعضها مسافة معيّنة .. توّفر لها الدفءالذي تحتاج .. و تكفيها شر الإبر ..

المغزى ..
حتى إن وجدت ذاك الصديق المثالي ..
المبالغه مهلكة .. و الوسطية هي النهج الأقوم في كل تفاصيل حياتنا و علاقاتنا ..

من تعلق بغير الله عُذب به ..

.. رب العالمين يقول :
(الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوّ إلا المتقين) ..



عذرًا .. طولت عليتس :)

فجأة حسيت اني نفسي اناقش الموضوع معاكي وجهًا لوجه >> وحدة متحمسة :P

NObOdY يقول...

اهلا رنيم

لا اخفيك اني قرأت ردك مرات كثيرة
لاني لمست فيه الصدق وأنت.. وهذا كل ما احتاجه في كل ما أقرأ وكل من أحاور ..

وأضأت لي كثيرا والله
ربما أنت محقة حاجتنا ومقياسنا فالصديق مختلف وهذا أمر لم أكن أجهله , ولكنك أضأت لي زاوية أنه وبالتالي ربما ما يقدمه البعض من القليل وربما (من السيء الذي لم نتوقعه من صديق) يندرج تحت مقياسهم ونظرتهم وحاجتهم للصداقة ولنا ,


_________
عونًا لوصولي للهدف الأسمى "الفردوس" .. لا عبء عليّ .. و لا معرقل !! .. على فكرة .. دا أهم شي :)

الصداقه مهمة فطوم .. و إن لم نجدها بالشكل الذي نتصوّر في أمخاخنا أنه الأفضل .. نحن احيانًا لا نعي الأفضل .. حتى نخسره ..
________

صدقتِ

أنــــار الله روحك وجمعك ومن تحبين في فردوسه الأعلى

شكرا رنيم وبـعنف

لا تحرميني نورك ووميضك (;